موقع القديس العظيم ابونا سمعان الانبا بولا يرحب بكم للتسجيل فى الموقع اضغط على زر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع القديس العظيم ابونا سمعان الانبا بولا يرحب بكم للتسجيل فى الموقع اضغط على زر التسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في دير الانبا بولا

اذهب الى الأسفل

في دير الانبا بولا Empty في دير الانبا بولا

مُساهمة  abram الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:24 pm

غادر أبونا سمعان الإسماعيلية وذهب إلى دير الأنبا بولا يوم 13/9/1996 بناءً على دعوة مثلث الرحمات الأنبا أغاثون حيث ألبسه الثياب البيضاء كطالب رهبنة ثم سامه راهباً فى 19 /9 / 1997 بإسم الراهب سمعان الأنبا بولا. وهكذا بدأ حياته فى الدير الذى كان متعطش للمكوث فيه وهناك قال ] الآن وجدت ضالتى المنشودة [ . وعن الفترة التى قضاها فى الدير يذكر عنه القمص دانيال الأنبا بولا أمين الدير ما يلى :

ملاك من السماء

بالحق كان ملاك يعيش بيننا ، شاب صغير ولكنه كان يحمل حكمة الشيوخ . عرف زوال العالم وأمجاده الزائفة ترك أمجاد العالم كمتفوق فى كلية الهندسة وأحب أن يعيش فى ظلال صخور دير الأنبا بولا .

أى شئ يملك على القلب بعدما عرف القلب هدفه, عرف أن الحق الإلهى يسكن فى القلب لذلك أحب القلاية الفارغة من مقتنيات العالم لكى ما يشبع بالروح القدس الساكن فيه. عرف أن الحياة على الأرض هى تذوق للسماء . كما كان يعيش على الأرض سوف يعيش فى السماء " كما فى السماء كذلك على الأرض ". كانت له نظرة طويلة المدى يعرف يستغل كل وقته لحساب الله . فحول الوقت الفانى إلى وقت أبدى . وبذل ذاته ودفنها حتى ينمو كشجرة كبيرة يستظل فيها طيور السماء لذلك أحب إنكار الذات من كل قلبه .

تميز أبونا سمعان بوضوح الهدف الرهبانى :-
كان يعرف جيداً ما هو هدفه . عرف لماذا إختار الرهبنة عن السكنى فى العالم، باع كل الجواهر لكى يكسب الجوهرة كثيرة الثمن. عرف لماذا جاء إلى الدير، وعرف وهو فى الدير هدفه بوضوح . أحب المسيح من كل قلبه فأحبه المسيح وأعطاه نقاوة فى الفكر وطهارة فى القلب دائماً كان بشوش . مريح لكل انسان . يتعامل معه الجميع بالحب وهو يتعامل بالحب مع الجميع . كان لطيف مؤدب جداً . هادى . وديع . متواضع . خجول .

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان دقيق جداً ومنظم فى كل عمل يقوم به. عمل أولاً فى القربان ثم مكتبة البيع ثم أشرف على العمال ثم المكتبة ثم الكانتين ثم زيارة الأجانب . كان ينشد الكمال فى كل عمل حتى فى طريقة كلامه كان منظم وأسلوبه كان دقيق فى ألفاظه وتعبيراته . حتى فى طريقة مشيه تراه مثل الملاك.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يعيش حياة الفقر كنذر رهبانى جاء مخصوص لتذوقه وتذوق بركاته التى لاتحصى لأن النعمة لا تعمل إلا فى النفوس المسكينة التى لاتقتنى شئ ولاتشعر أنها تمتلك شئ . قلاية بسيطة للغاية. كل ماكان فى يديه كان يدفعه بحب فى الدير . لدرجة إنى كنت أتحايل عليه أن يأخذ شئ أويبقى شئ له ولكن كان يصر أن يعيش كفقير مثل سيده الذى إفتقر لكى يغنينا بفقره.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يتمم الآية "إلى إسمك وإلى ذكرك شهوة النفس"
حياة التسبيح والترتيل كان شهوة قلب أبونا سمعان فهو صاحب صوت هادى شجى وأذن موسيقية ويتقن الألحان جميعها إتقان تشعر حينما تسمعه أنه يصلى من قلبه وكأن الكلام واللحن مولود فى قلبه . يصلى بكل كيانه وإحساسه وكان حريص على حضور التسبحة اليومية والقداس الإلهى مهما كانت ظروفه , فالتسبيح هو أعلى درجات الصلاة التى فيها يصير الانسان كملاك من السماء، ينسى كل شئ ويقف فى الحضرة الإلهية يتمتع ويتلذذ ويفرح بأمجاد السماء التى لا يعبر عنها.
كشماس كان متيقظ جداً ومنضبط جداً وهوفى الهيكل ككاهن يقف بخشوع ورهبة بين أسرار السماء . يفهم ويستوعب ما يقوله الروح للكنائس .

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يطيع إرادة الله بكل حب .حينما يوكل اليه أى عمل يقبله بفرح وبدون تذمر حتى حينما طلب منه أن يخدم فى نيوكاسل قال إذا كانت هذه إرادة الله فأنا خادمه ليس لى أن أرفض وحينما كان يزور الدير كل عام كان يقول لا يوجد يوم واحد أنسى فيه الدير بكل تفاصيله وأحداثه اليومية ومناسباته فالدير ليس مكان يعيش فيه ولكن كان فى قلبه وعقله وإحساسه ومشاعره يشعر أنه راهب فى كل مكان يكون فيه.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يستعذب كل شئ حتى ولو كان مراً صعباً قاسياً لأن الآم الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد أن يستعلن الفرح الذى كان يملأ قلب أبونا سمعان أثناء مرضه يكشف عن عمق العلاقة الشخصية مع رب المجد حقاً " إن خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدى " أبونا سمعان كان يرى المجد الأبدى الكثير والثقيل وكان يرى أن هذا الجسد حاجز وحاجب عن رؤية الأمجاد لذلك كان متهلل وهو يرى أن هذا الحاجز ينكسر وينهدم أمام روحه الهادئة المتواضعة التى تريد أن تنطلق وترجع إلى أصل وجوده.

" لا يعرف الانسان إلا روح الانسان الساكن فيه "
مهما قلنا ومهما كتبنا عن أبونا المحبوب جداً سمعان الأنبا بولا سوف نكون مخطئين ومقصرين لأننا لا نعرف إلا القليل النادر عن سيرته الملائكية التى عزانا بها .
أحببناه من كل القلب وإرتبطنا به كأخ وصديق غالى وفى إنتقاله للسماء خطف قلوبنا ومشاعرنا إلى السماء نقول له "هنيئاً لك بأغلى وأمجد شئ فى الوجود وهو ملكوت السموات . يا من أحببتنا ونحن معا فى جهادنا، أذكرنا وإشفع فى ضعفاتنا أمام عرش النعمة لكى يكمل الرب أيام غربتنا كما أعانك يعين ضعفاتنا. و صلى لأجل اخوتك ".
القمص دانيال الأنبا بولا
أمين الدير
ويقول أبونا بيشوى الأنبا بولا عنه :

• كان راهب بمعنى كلمة راهب ملتزم بحضور القداسات اليومية والتسبحة
• دخل إلى طريق الرهبنة بحب وهدف واضح وكانت خدمته قصيرة ولكنها تبدو كما لسنين طويلة
• قلايته كانت فارغة لايوجد فيها أية ممتلكات
• كان يعمل كل ما يكلف به فى الدير بمحبة
• عندما أشرف على المكتبة والكانتين لم يكن هدفه هو كسب الفلوس بل كان يسعى لكسب النفوس عن طريق سؤاله للشباب عن حياتهم الروحية وتشجيعهم على الإعتراف والتناول وكان يرسلهم لى لآخذ إعترافاتهم
• عند عودته فى أجازة من الخارج وجلوسه معى كنت ألاحظ أنه يمارس الرهبنة أكثر مما كان فى الدير

ويقول القمص باخوميوس الأنطونى أمين دير الأنبا أنطونيوس : أبونا سمعان كان على علاقة طيبة جداً برهبان دير الأنبا أنطونيوس الذين تعاملوا معه عن قرب و بالأخص رئيس الدير نيافة الأنبا يسطس الذى كان يكن له كل حب وإحترام .

يقول خادمه فى التربية الكنسية الأستاذ أسامة عبد الحليم سلامة:
لم أفاجئ بذهابه للدير فقد كنت متنبئاً له بذلك منذ طفولته .. و أول مرة زرته بعد سيامته بمدة مع إحدى الرحلات رأيت مدى حب الناس له، وطلاقته فى الكلام وأحسست أنه مع صغر سنه فى الرهبنة إكتسب بعمل الروح القدس معه حكمة الشيوخ. فكان يتكلم ببساطة و حب و روحانية ويجاوب على كل أسئلة الناس بطريقة مقنعة روحية . و فى نهاية كلمته إستدعانى أمام الكل و قال لهم :] أنا لم أكن أعرف أى حاجة فى الدنيا هو ده اللى علمنى كل شئ عن ربنا منذ طفولتى[ .. يالعظم تواضعك يا أبونا سمعان فقد كنت تلميذى و معلمى فقد تعلمت منك الكثير من بساطتك و بشاشتك التى لم تفارقك ابداً و قلبك المملوء حباً نحو الكل .. الكبير و الصغير يشهد لك يا أبونا سمعان .. كم كنت فخورا ببنوتك و أتذكر الآن قول أمين خدمتى : ] اللى يوصل بسرعة يتاخد بسرعة [

وكان أبونا سمعان يهتم جداً بتقديم خدمة روحية لكل من يتعرف عليه بالدير وذلك لمختلف فئات الشعب ، وكان يساعد كثيرين ولا سيما من الشباب على حياة التوبة والإرتباط الحقيقى بالله . وكان كثيراً ما يتجمع حوله الشباب ويجيب على أسئلتهم
وعندما سأله أحد الشباب لماذا اخترت الرهبنة ، أجاب بوضوح ودقة وقال ] إخترت الرهبنة لأنها أقصر طريق للملكوت [ .

وكانت خطاباته لأسرته ومحبيه دائماً تحتوى على تعاليم روحية هادفة بالإضافة الى الإهتمام بكل احد فى مختلف المناسبات ، و كان أبونا منظم ودقيق و رقيق المشاعر فى خطاباته مع الكل وكان يستهل خطاباته دائما بكل إحترام ووقار فبالنسبة لأسرته كان يستهلها كما يلى : حضرة الأم الفاضلة / د. ليلى ، حضرة الأخ الفاضل / م. جورج

وهذه بعض مقتطفات من خطاباته لأسرته

فى 24/ 11/ 1996
أهنئكم ببدء صوم الميلاد المجيد وبهذه الأيام التى كلها بركة وأرجو أن تسمح ظروفكم وتحضروا الكنيسة وصلوات سبعة وأربعة لأنها بتكون جميلة وتتعزوا فيها بالمدائح الكيهكية ذات الأنغام الجميلة والموسيقى الروحانية لكى تعيشوا مع الكنيسة أحداث الإستعداد لميلاد مخلصنا ربنا يسوع المسيح وربنا يعيد عليكم الأيام بخير.

فى 28/ 12/ 1996
سعدت جداً بزيارتك لدير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس لأنك أخذت هذه البركة العظيمة وتقابلت مع القديسين الأنبا بولا والقديس أنطونيوس والقديس مرقس الأنطونى والقديس يوساب الأبح والقديس يسطس الأنطونى وسلمت عليهم وأخذت بركتهم وأرجو أن تستمرى فى زيارة الأديرة فهى بركة كبيرة كما أرجو أن تكونى يا والدتى العزيزة وأخى جورج مواظبين على التوبة والإعتراف والتناول كما سعدت أيضاً بزيارة أبونا مينا تامر وأرجو أن تبلغيه سلامى وتهنئتى له بالعام الجديد وعيد الميلاد هو وأسرته وأن يسلم عليهم فرداً فرداً وزوجته وأولاده مينا وماريان

وحين مرت والدته بتجربة مرض أرسل لها هذا الخطاب فى 15/ 5/ 1997
الأم المباركة الفاضلة / د. ليلى
سلام ومحبة ربنا يسوع المسيح تكون معك ومع الأخ جورج وربنا يبارك حياتنا كلنا لمجد اسمه القدوس
نشكر ربنا أنكم بخير وأرجو أن يجعل الرب أيامكم كلها تعزيات من نعمة روحه القدوس وأن تكونوا دائماً محفوظين فى يمينه المقدسة .
نشكر ربنا أيضاً على كل ما يسمح به لنا من تجارب لأنه كيف تختبر حياتنا وقوتنا وثباتنا إلا عن طريق التجارب ؟ والحقيقة أن للتجارب فوائد كبيرة فى حياة كل إنسان منا وإن كانت هذه الحقيقة تغيب عن أذهاننا كثيراً ، فالله بالألم والتجربة يختبر معدن أولاده وهذا من محبته لنا ليظهر معدننا المقدس ويظهر قوته فينا بإلاحتمال والصبر والشكر ، والتجارب المتلاحقة والمتتالية فى حياة الانسان انما هى دليل على أن الله عينه على هذا الانسان وأنه يرقب تصرفاته وأعماله ولذلك يسمح له بالتجارب ليرى ماذا ستكون تصرفاته ومشاعره وشكره وتقبله لعطية التجربة من يد الله وطبعاً تعلمين أن إكليل التجارب إكليل كبير فى السماء يسمح به الله لأحبائه. ولكن عليك أن تغتنمى هذه الفرصة بالشكر والفرح لأننا نلمس يد الله عندما تكون فى التجارب فيقول القديس يعقوب الرسول " إحسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " وقد ذكر أحد القديسين فى بستان الرهبان أنه شاهد فى السماء ثلاثة مراتب مرتفعة أو لها مريض صابر شاكر ، وكما قلت سابقاً أننا نلمس يد الله فى التجارب فالثلاثة فتية تقابلوا مع الرب داخل أتون النار ودانيال لمس عمل الله عندما كان وسط الأسود فى الجب .
و أنا أرجو ألاتكونى مضطربة و لاقلقة من جهة هذه الأمور بل كونى دائماً فى سلام وإطمئنان وفرح وشكر لكى تجتازى التجارب بسلام وإطمئنى أن كل شئ له نهاية لكن المهم أن تكونى صامدة وشاكرة وتقبلى كل الأمور بشكر وقولى ما هو أقصى شئ ممكن أن يحدث ؟ ! فالشهداء تألموا والقديسين مرضوا وتألموا كثيراً مَن مٍن القديسين لم يمرض ويتألم ؟ !
المعترفون الذين تألموا والبطاركة والأساقفة الذين نفوا من بلادهم وكراسيهم ، ماذا كان يفعل كل هؤلاء ؟ هل كانوا يخافون ؟
هل كانوا يهربون من التجارب التى تلاحقهم ؟ حتى الأنبا بولا القول الوحيد الذى تركه بعد إختباراته وتجاربه قال " من يهرب من الضيقة يهرب من الله " يعنى أن ربنا فى وسط الضيقة والتجربة .
والحقيقة أقول لك إنى شاعر بسلام من جهتك وإطمئنان عليك بسبب ما يسمح به الله لك من تجارب لأنى أعرف بذلك أن ربنا واضع عينه عليك وإنه بيحبك كثيراً وهذا شئ يسعدنى كثيراً أن أسمع عنك أنك تجتازين مثل هذه التجارب بإنتصار وشكر لله لكى تكونى من أحباء الله لأنه قال لتلاميذه " أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى " فهذا من محبة الله لك لأنه يريد أن تكونى قوية منتصره ولك مكانة ودرجة كبيرة وربنا يقويك ويجعلك دائماً ثابتة ويعطيك فضيلة الإحتمال .
فأرجو أن تكونى دائماً فرحة وبشوشة ولا تجعلى التجارب تؤثر فيك تأثير سلبى بل خذى البركة التى فى التجربة والألم بكل سرور وثبات ورسوخ لأننا ربنا بيقول لنا فى الكتاب المقدس " تشددوا وكونوا رجالاً " فكيف نكون رجالاً إلا بالصمود والصبر ؟ وممكن أن تجعلى هذه التجارب فرصة للصلاة والطلبة واللجاجة أمام الله ليس أن يرفع المرض بل أن يعمل حسب مشيئته الصالحة وما يراه نافعاً لنا ونحن عالمين تماماً أنه يعطى مع التجربة المنفذ لكى نستطيع أن نحتمل .
على العموم أرجو ألا تلتفتى لكثرة الأفكار التى بلا فائدة وأن تكونى مواظبة على حضور الكنيسة والقداسات والتناول والإعتراف ، والدير هنا مفتوح فى أى وقت تعتبريه مثل بيتك ويرحب بك فى أى وقت .
لا تنسوا أن تحضروا قداس عيد الانبا توماس يوم 4 / 6 والعشية والزفة وتصلوا لى عندهم وسلموا عليهم ( أبناء الأنبا توماس )


ومن خطاب آخر فى 30/7/ 1997
أرجو أن تصلى من أجلى كثيراً وأن توصى على القديسين الذين تحبينهم وتقولى لهم أن يصلوا من أجلى هم أيضاً ويا ليتك تجددى نشاطك وتغيرى جو باستمرار بزيارتك لأماكن القديسين فى كل مكان لتوصيتهم من أجلى .
لأنى لما كنت حراً كنت أذهب إلى أماكن كثيرة أطلب بركة القديسين ولكن الآن لما ربطت بمحبة الله فى هذا الدير المقدس الذى هو جزء من السماء والملكوت الأبدى . لم تعد لى إستطاعة أن أزور أماكن القديسين فى بقية الأماكن ولذلك فإنى أريدك أنت أن تقومى بهذا العمل نيابة عنى فانى موكلك
فى هذا الأمر والرب يعوضك ومكافأتك هى البركة التى ستأخذيها من هذه الأماكن ومن أجساد القديسين أرجو أن تكونى فى فرح وسلام دائم كما أنا بنعمة الله فى الرب أرجو لك حياة نامية فى الرب يسوع ومزيداً من القراءة الروحية والتأملات القلبية والصلوات والخبرات مع الله ولاتعطى فرصة لأمور العالم ومشاكله ومشاغله أن تعكر صفو حياتك أبداً

وعندما أرادت الأم أن تعرف لماذا تم تسميته بهذا الاسم سألت مثلث الرحمات الأنبا أغاثون فأجابها ] أنت سمتيه باسم جميل يوسف العفيف والآن سمعان لأنه مطيع وحلو وسامع للكلام [ . وفرح أبونا بهذا الاسم وأحبه وفى مذكراته كتب عن كل القديسين والآباء والشخصيات باسم سمعان تاريخهم ، سيرتهم ، تذكاراتهم وعددهم 32 قديس - 4 علماء وكتب أن هذا الاسم عبرانى معناه مستمع وهو الصيغة اليونانية للاسم العبرى شمعون

وكان أن أرسل هذا الخطاب لأسرته فى 24/11/ 1997
أهنئكم ببدء صوم الميلاد وبصوم ثلاثة أيام نقل جبل المقطم وأحب أن أعرفكم أنه فى كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم ( هو يعتبر دير لأنه به حوالى 5 كنائس بيقام إحتفال كبير فى يوم 26 / 11 مساءً فى العشية وبيطيبوا جسد القديس سمعان الخراز و غالباً قداسة البابا يرسل أحد الأباء الأساقفة للإهتمام بالعيد وقيادة الصلاة وفى يوم 27 / 11 بيقام قداس فى الكنيسة الضخمة التى فى الجبل وهى تسع عدة آلاف شخص وبيكون الإحتفال كبير جداً وبيزفوا جسد القديس سمعان الخراز فى الكنيسة والمدرج الضخم الذى فى الجبل لأن هذا اليوم هو تذكار نقل جبل المقطم وبيكون إحتفال مهيب وعظيم جداً جداً وبيذهب إلى هناك أعداد من الناس لا حصر لها . وأنا كنت قد ذهبت بهذه الكنيسة مرة واحدة فقط من حوالى 3 سنوات فى مثل هذا اليوم 27 / 11 بترتيب إلهى ولم أكن أعلم أى شئ عن الإحتفال أو غيره ولكن لما ذهبت إلى هناك فوجئت بكل هذه الأمور وكان يوماً رائعاً مازلت أتذكره حتى الآن وشعرت يومها ببركة كبيرة جداً جداً ويومها وضعت ورقة على المذبح فى الكنيسة الضخمة التى فى الجبل بخصوص موضوع الرهبنة وخدمت يومها كشماس فى القداس وفى زفة رفات القديس سمعان الخراز ويبدو أن ربنا إستجاب لصلاتى فى موضوع الرهبنة بل وأكثر من هذا أعطانى أيضاً اسم القديس سمعان الخراز .... أنا بأكتب لكم هذه القصة بمناسبة هذه الأيام المقدسة وفى نفس الوقت لأنى أشعر ببركة أن أتذكر هذا اليوم الجميل فى حياتى وأن أكتب لكم عن هذه الذكريات الغالية عندى ولكنى أرجو ألاتحدثوا أحداً بهذه القصة أو عنى عموماً فى أى شئ لأن هذا الكلام لافائدة له للحديث وأنا أود أن تتفادوا إحضار سيرتى فى أى حديث مع أى شخص بقدر الإمكان وممكن إنكم تغيروا مجرى الحديث لأى موضوع يفيد حياة الناس مثل الصلاة والحياة مع الله فهذا أفضل بكثير . و اسم سمعان يذكر فى إنجيل صلاة الغروب والنوم أرجو عندما تصلون هذه الصلوات أن تصلوا من أجلى لكى ما يعيننى الرب أن أعيش لما يرضيه وأتمم إرادته فى حياتى بنعمته وأكمل أيامى بسلام .

فى 8/ 3/ 1998
هكذا أراد الله أن يوجد أناس يعيشون فى العالم ليظهروا المسيح للعالم ويكرزوا به بسلوكهم ومحبتهم وأمانتهم وأن يوجد أناس يخرجون من العالم ليظهروا أن المسيح أعظم من العالم بكل مافيه … فأرجو أن تصلى من أجلى لكى ما يعطينى الرب أن أتمم إرادته فى حياتى بنعمته
سعدت من خطابكم لما عرفت بزيارتكم لسيدنا الأنبا أغاثون وسؤالكم عليه فهذا أمر جيد ومبارك جداً وهذه بركة كبيرة أخذتموها وأنا فرحت بزيارتكم له وبمباركته لكم فهو رجل بركة جداً .
كذلك سعدت بزيارتكم لأبونا مينا فرج وأرجو له الصحة والعافية والقوة وأن يعود سريعاً لخدمته المحتاجة له وكذلك أرجو أن تسلموا عليه وعلى كل أفراد أسرته الغالية جداً فرداً فرداً وأرجو أن يصلوا جميعهم من أجلى وأن أسمع عنهم وعنكم كل خير بإستمرار .

وفى الدير كانت له خدمة خاصة للشباب وإلتف حوله الكثيرين وأحبوه وكان سبب فى خلاص نفوسهم . فكثيراً ما ذهب إليه شباب يعانون من مشاكل وخطايا صعبة وحياتهم تكاد تصل للضياع ، فكان يجلسهم معه فى الدير فترة و يتابعهم حتى يتأكد من توبتهم وإصلاح طريقهم ، و كان دائماً له روح التشجيع و الرجاء لكل من يأتيه متعباً ومحبطاً وكان يصف الحياة مع الله أنها سهلة وبسيطة وأن الله حنين جداً ويحتاج منا فقط أن نطلبه ونأتى إليه وهو سوف يقبلنا بكل شرورنا و آثامنا وبذلك يفتح الطريق أمام هؤلاء ويشجعهم على البداية ويأخذهم خطوة خطوة للنمو الروحى حتى يصيروا فى أحسن حال.

وفى حديث روحى له قال ] صلاة الروح صلاة عميقة يصل اليها الانسان بجهاد شديد ونقاوة قلب وقد إختبرها القديسون وعاشوها وتعبوا كثيراً فى إقتنائها وهناك كثيرين جاهدوا من أجل إقتناء صلاة الروح سنين عديدة ولم يختبروها إلا مرة أو مرتين فى حياتهم كلها ، وفى صلاة الروح يكشف الله أسراره ومجده للانسان الذى عندما يرى ذلك لا يستطيع أن يتكلم أو يعبر عما يراه بالكلام فيصمت ويجد لسانه ثقيلاً جداً ويشعر أنه فوق الجسد والمادة والأرض ولا يدرك أى شىء مما حوله وإن لم يترأف الله عليه ويعطيه على قدر طاقته لايستطيع أن يكمل صلاته [ .

وتذكر المكرسة تاسونى أناسيمون عن فترة معرفتها به فى الدير :

بالرغم من أن أبونا كان صغير السن ولكن القلب ما أوسعه والعقل ما أعظمه حقاً كان متميز فى كل شىء . لقد عرفت أبونا وعرفت منه معنى الرهبنة الحقيقية والخدمة الباذلة والحب المتدفق كالنهر الذى لاينقطع . فقد ترك مباهج العالم وكرّس قلبه لله ولخدمته . فجمع بين حياة الوحدة والخلوة والحب الإلهى فى الرهبنة ، وبين الخدمة كقدوة صالحة لمن يريد أن يحياها بكل غيرة ونشاط وجدية .
كانت خدمته قوية وفعالة وأمينة بكل نشاط وغيرة وحماس . فكم من نفوس أحضرتها إليه فكان لها نعم الأخ والصديق والمحب . وكل نفس عرفته وتلامست مع محبته كان لها قدوة ومثال ، أتذكر كل نفس أحضرتها إليه ليجلس معها كانت تشعر بتغيير فى حياتها و يترك أبونا فيها بصمات لاتنسى فيتغير مسار حياتها من مجرد كلمة تسمعها من أبونا لأن كلمته كانت قوية وفعالة ، كانت كلمة الروح القدس الخارجة من فمه الطاهر تخترق حياتهم وتعمل فيهم وبهم . ولم يكتفى أبونا بذلك بل كان يفتقدهم ويسأل دائماً عن أحوالهم وهو فى الدير وكثيراً ما يرسل لهم برقيات تعزية أو يختار لهم كتب أو صور تعزيهم وتفرحهم كانت أشياء بسيطة ورمزية ولكن كم كانت مفرحة لهم وكانوا يتلهفون ويشتاقون لرؤيته. حقاً إنها محبة فياضة للرب محبة عملية باذلة مضحية لا تطلب ما لنفسها . محبة مترفقة متأنية قوية ملتهبة كالنار ...مياه كثيرة لاتقدر أن تطفئها.

كان يحب اتقان عمله فى الدير ، وكان نشيط وفعال فأثناء فترة مسئوليته عن زيارات الأجانب كان يحاول أن يتعلم بعض اللغات الأجنبية بمجهوده الذاتى ليتمكن من التواصل مع الجنسيات المختلفة و تكوين علاقات معهم إستمرت بالمراسلة . وهكذا إستطاع أن يصدر كتاب عن دير الأنبا بولا بثمانية عشرة لغة مختلفة ، وقدمه للدير الذى أحبه ليساهم فى نشر سيرة الأنبا بولا ويكون سبب بركة لشعوب العالم .
وتقول إحدى خادمات أخوة الرب بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك:
+ عندما سألته فى أول زيارة لى للدير بعد سيامته راهب عن السيامة وماتم فيها وشعوره، كان رده ( لم تكن مشكلة بالنسبة لى متى ستتم السيامة بل فقط انا بحب ربنا وبس )
+ هدفه واضح وهو طريق السماء حتى فى إختياره للكتب التى يقدمها هدية للآخرين فقد اهدانى بكتاب ( من مجد إلى مجد تعريب القمص أشعياء ميخائيل) ووجدت هذه العبارات به ( ..... هذا هو عربون الحياة الأبدية حيث نتذوق الشركة مع الله هنا والنمو فيها حتى نخلع الجسد ونحيا بالتمام معه ونكشف ما لم نكتشفه بعد ......... و سيكتشف أن ما أخذه لا يتعدى أن يكون نقطه فى محيط)
+ عندما تعرضت لأحد المشاكل الخاصة التى عرضتها عليه فى خطاب طالبة الصلاة فمن ضمن ما بعث لى من كلمات ( نحن على الأرض غرباء وليس لنا مدينة باقية حتى لو كنا فى وسط بيتنا أو كنيستنا . فلذلك أولى بنا أن نرفع عيوننا لمدينتنا الباقية )

وبإرشاد من الروح القدس إختاره نيافة الأنبا أنطونى أسقف أيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها للخدمة معه ، وتمت سيامته قساً بيد قداسة البابا شنودة الثالث فى 13 / 8 / 2002 ، ثم إستلم الذبيحة بالدير يوم 19 / 8 / 2002 فى قداس عيد التجلى .

"بماذا يقوّم الشاب طريقه بحفظه أقوالك
من كل قلبى طلبتك فلا تبعدنى عن وصاياك" ( مز 119 : 9 – 10 )
abram
abram

عدد المساهمات : 47
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى