موقع القديس العظيم ابونا سمعان الانبا بولا يرحب بكم للتسجيل فى الموقع اضغط على زر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع القديس العظيم ابونا سمعان الانبا بولا يرحب بكم للتسجيل فى الموقع اضغط على زر التسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النشأة

اذهب الى الأسفل

النشأة Empty النشأة

مُساهمة  abram الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:27 pm

النشأة والطفولة :

ولد الإبن المبارك جوزيف من أبوين طبيبين خادمين فى كرم الرب وله أخ أصغر. وقت ميلاده كان والده مسافر فأرسل خطاب تهنئة للأم قال فيه أن الرب سيجعله سبب بركة لجموع كثيرة ... وعندما جاء والده من السفر حمله وقال لأمه أريد شيئاً واحداً وهو أن يكون انسان يخاف الله .

وإنتقل والده للسماء وتركه وكان له سبعة أشهر فجاءت برقية بإسمه من مثلث الرحمات المتنيح الأنبا متاؤس يقول له ]إن كنت قد فقدت أباً على الأرض تذكر أن لك أب فى السماء لا يموت[ فكان فى نعى الاهرام أن قيل عن لسانهم ] رأينا دموع ماما فعرفنا أن العالم كله أحزان وأنك سافرت للأفراح, ماما ستعلمنا طريقك لأن تنتهى رحلتنا على الأرض نأتى اليك [ وفعلاً عرف طريق السماء وإنطلق إليها سريعاً. و حين حملته الأم وذهبت به للكنيسة للمرة الأولى بعد المعمودية للتقدم لسر التناول وجاء الدور وقبل أن تتقدم فتح فمه جيداً وإندفع بشدة للكاهن }أبونا مرقس بكنيسة العذراء بمسرة{ بإشتياق عجيب فتعجب أبونا وتوقف لبرهة وقال ]باسم الصليب عليك يا ابنى [ .

وفى طفولته كان هادىء وديع ، وقد تعلم بمدارس القديس يوسف المارونية بالظاهر ، حيث كان محبوباً جداً من زملائه ومدرسيه وكان متفوق دائماً ومن الاوائل ، و يحب القراءة والرسم . وكان ينشد الكمال فى كل ما يعمله، فحين جاءت والدته بنتيجة الابتدائية 98.5% متهللة قابلها بعدم رضا فسألته لماذا أنت غير مسرور فهذا أعلى مجموع ، فقال لها أنا زعلان لأنى نقصت درجة ونصف وكان يجب أن لا يضيعوا منى فتعجبت من تفكيره وهو فى هذا السن .

الكنيسة فى حياته:

فى طفولته كان يذهب لمدارس الأحد بكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ثم بعد ذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك حيث سيم شماساً إبصلتس بها فى 20 أغسطس 1980 ثم سيم أغنسطس فى 29 ديسمبر 1989. إرتبط بالكنيسة منذ صباه وكانت كل حياته ، أتقن اللغة القبطية من صغره , وواظب على حصص الألحان والتسبحة بها حيث تتلمذ على أيدى كهنة الكنيسة وشمامستها وخدامها وكان محبوباً من الجميع ملتزماً ومواظباً على القداسات ومدارس الأحد بها.

يقول خادمه فى التربية الكنسية الأستاذ أسامة عبد الحليم سلامة : ] كنت أعرفه منذ نعومة أظافره منذ كان فى الصف الرابع الابتدائى فى فصل القديسيــن مكسيموس ودماديوس .. كان أفضل تلميذ عندى بل كان معلمى. كنت أتعلم من هدوئه و وداعته .. من إبتدائى حتى تخرجه من الجامعة كان مثالياً فى كل شئ و لم يحدث مرة واحدة انه أحدث شغب أو إحتد على أحد. كان كالنسمة فى هدوئه و خجله و أدبه و مع ذلك لم يحدث مرة أن عجز عن الإجابة. كنت أسأل الفصل و أتركه للنهاية لأنى كنت متـأكد أنه سيجاوب الإجابة الصحيحة.. لم يتغيب عن الحضور مهما كان السبب إلا فى حالة السفر فقط [ .

وشارك فى أنشطة التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران ( دراسة كتاب مقدس – حفظ مزامير – أبحاث – أركيت – مكتبة الشرائط ......). وشارك فى تأسيس مجموعة لخدمة مسرح العرائس بالكنيسة بهدف تقديم قصص دينية للأطفال بصورة مشوقة. وكانت الخدمة تعانى من عدم وجود عرائس تباع أو تصنع فقام بصنع كمية كبيرة من العرائس بأشكال مختلفة و ألوان جميلة من الإسفنج . و مازالت الخدمة إلى الآن تستخدمها بالكنيسة رغم مضى الكثير من السنوات .

بدأ يفكر فى الرهبنة فى سن 12 سنة كما قال وحين كلم والدته برغبته فى أن يكرس حياته للرب تحيرت الأم من تفكيره وخافت أن ينشغل عن دراسته ولايحقق شىء , فقالت له : ] إن الأديرة لاتقبل غير الرجال الناجحين فى كل شىء وأنت مازلت تلميذ وأمامك مشوار دراسة طويل ، فيجب أن تكمل دراستك ثم تعمل أولاً وعندما تكون فى قمة نجاحك حينئذ تفكر فى الرهبنة وتضحى بكل شىء من أجلها... وهكذا يكون الراهب [.

المرحلة الجامعية :

إختار دراسة الرياضيات وإلتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس بمجموع متميز، كان متفوقاً فى دراسته وبدأ يظهر بوضوح أنه شاب له طريق وله أسلوب مميز جداً وأنه شخص مختلف عن كل معاصريه بالرغم من نجاحه فى التفاعل مع كل من حوله وأصبح قدوة عملية لكثير من الشباب فكان أميناً فى دراسته وأداء ما عليه وكان متفوقاً وكثيراً ما كان يساعد الآخرين من زملائه فى الدراسة ويقضى وقتاً طويلاً فى شرح الدروس لهم ومساعدتهم .

وكان أول من جذب الشباب والفتيان من الشمامسة لسهرات التسبحة طوال الليل فى الكنيسة فى أيام رأس السنة القبطية والميلادية و ليلة عيد السيدة العذراء وأحب الشباب ذلك وأصبحت هذه السهرات فى الكنيسة الآن ممتلئة بمختلف فئات الشعب. وكان دائماً يبحث عن الذين يتقنون بعض الألحان الخاصة لكى يتعلمها منهم وفى أحيان كثيرة كان يقتنى شرائط الكاسيت ليتعلم منها بمفرده. و كان يسعى لحضور القداسات يومياً إذا أمكن.

وإلتحق بفصل إعداد الخدام وخدم فى التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران. وأحب الألحان والطقوس من قلبه فشارك فى تأسيس الخدمة الشماسية بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك. وساهم فى تعليم الألحان والتسبحة والطقوس واللغة القبطية للشمامسة فى مختلف المراحل بالإضافة الى كبار السن والسيدات . كما إشترك فى خدمة أخوة الرب بالكنيسة .

وكان يحب أن يحضر أعياد القديسين فى كنائسهم. وقد إرتبط بمحبة خاصة بالقديس الأنبا توماس السائح , ويقول القس مينا تامر - أب اعتراف أبونا سمعان قبل الرهبنة - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ] كان يحب القديسين ويتشبه بهم ويرجع له الفضل فى إحضار رفات أبناء الأنبا توماس السائح إلى كنيسة السيدة العذراء بمسرة نظراً لحبه وعلاقته الطيبة وإرتباطه بالقمص إبرآم الصموئيلى أمين دير الأنبا توماس السائح [.

وفى منزله كان يقضى فترات طويلة جداً فى الصلاة ولاسيما فى الليل. كما كان يقرأ الكتاب المقدس بشغف شديد ولفترات طويلة أثناء اليوم بالإضافة إلى قراءة الكتب الروحية من تعاليم الآباء ( الشيخ الروحانى – القديس دوروثيئوس – القديس يوحنا كرونستادت – مارإسحق السريانى – القديس أغريغوريوس أسقف نيصص ...) كما أحب قراءة كتب الرهبنة والحياة النسكية. وكان قد إعتاد الخلوات بالأديرة ولاسيما دير الأنبا بولا.

ويقول القس مينا فرج كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك :
منذ أن عرفناه فتى ثم شاباً بالمرحلة الثانوية كان يحيا حياة روحية عميقة تدل على ملىء قامة المسيح الذى ملك على قلبه وفكره ومشاعره ، قلبه كان مرتبطاً بالواحد الرب يسوع المسيح كأنشودة قداسة البابا ( قلبى الخفاق ) حيث يقول ] قد نسيت الكل كى أحيا معك [ فمحبة الرب يسوع قد ملأت كل كيانه بالحب الخالص و الحكمة الروحية العميقة ، فعاش فى بساطة قلب وروح المحبة الكاملة وإيمان بلا رياء لكل من عرفوه ، فعند لقائك معه تنجذب بسرعة إلى شخصيته المحبوبة و الودودة ،الهادئة والوديعة وكأنك تتعامل مع بشر سمائيين أو ملائكة أرضيين ، لذلك فهو كان محبوباً جداً من الآباء الكهنة الذين تتلمذ عليهم أو خدم معهم فى القداس الإلهى منذ حداثته أبائنا الأجلاء الذين هم الآن فى الأمجاد السماوية : قدس أبونا تداؤس جورجى و أبونا جرجس متى وأبونا أنطونيوس فرج وأبونا ميخائيل وهبه فهو خدم معهم فى الكنيسة المجاهدة والآن يخدم معهم فى الكنيسة المنتصرة.

وهذه بعض النقاط أو العناصر الروحية القوية والفضائل التقوية التى برزت فى مجالأت خدماته وشخصيته الروحية القوية بالرغم من صغر سنه :-

+ خدمة المذبح :
عرفته عن قرب من خلال صلوات القداس الإلهى حيث كان يخدم معى وهو ببداية المرحلة الثانوية شماساً منذ رسامتى كاهنا عام 1987 فكان يقدس المذبح جداً بكل مشاعره ومن كل قلبه وشغله الشاغل هى الصلاة ورفع القلب بإتضاع وسكون . حارس أمين للذبيحة والمذبح عيناه متطلعة للجسد والدم الأقدسين ، وفى نفس الوقت عين مفتوحة للكاهن كما تقول الدسقولية فى متابعة وتدقيق وملاحظة و بديهة حاضرة لكل حركات الطقس وكلمات القداس، كنت دائما ألقبه وهو يخدم معى بأنه أبونا شاروبيم أى ( مثل طغمات الشاروبيم ذو الستة الأعين ) لقوة ملاحظته وحرصه الشديد فى رؤية الجواهر الصغيرة بعينيه الثابتتين حيث يشير إلى أدق الجواهر من الجسد المقدس . فهو مثال حى وقدوة صالحة لشماس المذبح .

+ شماس كنسى :
يعشق التسبحة وكل الالحان وقد حفظها فى مرحلة مبكرة من عمره فكان يواظب على التسبحة فى أيامها ومناسباتها طول الأسبوع لايعتذر عن حضورها حتى فى أيام الإمتحانات سواء فى الثانوى أو بالجامعة حتى البكالوريوس فهو أول من أسس خورس للخدمة الشماسية من الأطفال والفتيان مع متابعتهم روحياً وزيارتهم وإفتقادهم بكل حب وأمانة وعند دخوله الدير سلمهم لأحد الخدام لمتابعتهم وهم الآن فى أول المرحلة الجامعية.

+ خادم محب لأخوة الرب :
"كل ما فعلتم بأحد أخوتى هؤلاء الصغار فبى قد فعلتم" فخدم معى فترة سنة أو أقل بعد تخرجه وكان يملك قلباً عطوفاً جداً وحباً عميقاً وأحشاء رأفات ورحمة نحو هذه الأسر وأبنائها الصغار وزيارتهم بإستمرار والبحث عن إحتياجاتهم وإدخال السرور على قلبهم وخاصة ًحينما كان معنا بمصيف الكنيسة ببلطيم لفوج أخوة الرب . كنت أخجل من محبته ولطفه فى تعامله معهم وطول آناته وروحه البسيطة وقيامه بأى خدمة تطلب منه بفرح و إهتمام كان يقابل الأمور والمواقف الصعبة بإبتسامته الرقيقة جداً ووجهه الملائكى . لقد تعلمت منه الكثير .


+ المشاركة القلبية :
"فرحاً مع الفرحين وبكاءاً مع الباكين" عاش هذا المبدأ الإنجيلى فكان مشاركاً ومجاملاً من كل قلبه بحب خالص وصادق لكل من هم فى ضيقة أو تجربة
لا أنسى محبته ومحبة أسرته فى تجربة مرض إبنتى إيرينى بالصلوات والسؤال والزيارة فآزرونى بكل محبتهم أثناء مرضها وحتى بعد إنتقالها للسماء ودائماً كانت زيارته معها بركة حنوط وزيت الأنبا بولا وصورة القديس أبانوب لدرجة أننى فى الذكرى السنوية لها التى تكون فى 10 فبراير ثانى يوم عيد نياحة الأنبا بولا أحضر زيت وحنوط الأنبا بولا لتوزيعه بعد القداس .
وكان دائماً يفرح بنجاح أولاده الشمامسة الصغار ويزورهم ويحضرلهم هدايا لنجاحهم أو فى حالة مرض أحدهم يزوره أيضاً ويحضر له بركة هدية . فتعلقوا به جداً من فرط حبه الخالص لهم .

+ محبته للشهداء والقديسين وتذكاراتهم :
" أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" فهو أول من إهتم بإحضار أجساد الشهداء والقديسين للكنيسة كشماس فإهتم جداً وتعب لأجل تحقيق هذه الرغبة و ذلك بمعونة قدس أبينا القمص إبرآم الصموئيلى أمين دير الأنبا توماس السائح فكانت أول ذخيرة لأجساد الشهداء القديسين فى الكنيسة هى أنبوبة أجساد تلاميذ الأنبا توماس السائح وهو أيضا أول إحتفال روحى يقام بالكنيسة لتطييب أجساد الشهداء القديسين.
كما إهتم أيضاً بمواظبته والتنبيه على الشمامسة بالحضور لعمل التمجيد الشهرى للقديسة مريم والتذكار السنوى للأنبا بولا وتلاميذ القديس الأنبا توماس السائح والشهيد مارجرجس والقديس أبانوب الذى كان يحبه جداً.

ويقول د. وسيم فاخورى الخادم بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك :

كان عندما يتكلم يبتسم إبتسامة جميلة تحب أن تنظر إليها .وقدأصبح نحيفاً جداً حتى إننى داعبته قائلاً :] لقد أصبحت جلد على عظم و فى المستقبل سوف تختفى ولن نجدك[ فرد مبتسماً وضاحكاً كعادته : ] يادكتور الواحد لازم يكون خفيف علشان يوصل للسمائيات ويختفى هناك [ . كان واضحاً أن طريقة تعاملاته كخادم مختلفة فتوقعنا له طريقاً مختلفاً وقد كان , فإختار طريق الرهبنة.

وتقول إحدى خادمات أخوة الرب بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك:
+ كان أب وأخ وصديق ، حنين على الجميع كشخص الحبيب ، حامل هم الصغير والكبير
+ ملاك ضمن ملائكة التسبيح بالكنيسة حتى أيام الأعياد يجذبك من العالم الخارجى لداخل الكنيسة بينما الكثيرون وسط الملاهى .
+ يعمل كل خدمة تطلب منه بفرح وإجتهاد وحب مثل إرسال معونات عينية لأخوة الرب المرضى - كتابة التسبحة والألحان على الكمبيوتر بالعربى لعمل بامفلت ترانيم لخدمة مدارس الأحد . تعليم التسبحة والألحان بالعربى لأخوة الرب . تعليم لغة قبطية وتسبحة بعد أجتماع الأحد بالكنيسة للشعب .............
+ لم يتذمر لتأخر خدمة قبل ميعاد خدمته فى نفس المكان بل ولم يتعطل فتراه يأخذ جانب بسطوح الكنيسة ( قبل تجديدها ) مع الأولاد الصغار ويبدأ الصلاة ثم الألحان حتى تنتهى الخدمة ليكمل خدمته داخل كنيسة الشهيد اسطفانوس .. و عند الإعتذار عن التأخير كان رده ] يا ميس ما فيش مشكلة . ماهى المصلحة واحدة [ .
+ لأمانته لم يعطى إجابة سؤال فى حل المسابقات الكنسية بل يساعد بالكتب ليعود الجميع على البحث والإستفادة .
+ كان دائماً يشترك فى إحتفالات القديسين بمقرات الأديرة والكنائس ويأتى بكميات حنوط لهم وصور وهدايا ليقدم لكل منا الكثير منها بسخاء .
+ لظروف خاصة بأسرتى كان يزورنا فى البيت مراراً لإراحة المتعبين وأيضاً خصص يوم الثلاثاء مساءاً من كل أسبوع لعمل التسبحة فى بيتنا حتى يوم دخوله للدير ! وخلال هذه الفترة تعرف على الصغير والكبير الذى داوم على السؤال عليهم وهو فى الدير مع السؤال على خدمة أخوة الرب خدام ومخدومين .

بعد التخرج :

وحصل على البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وعرضت عليه أماكن متميزة شركات أجنبية – معيد بالجامعة – وطلبوه فى دراسة متخصصة تابعة لمجلس الوزراء بعثة داخلية براتب كبير وكانوا دائمى الاتصال بالمنزل وكان رافض كل العروض وأصر على إنهاء فترة التجنيد ( وكان يمكن تأجيلها لحين تخرج أخوه ) .

فى فترة التجنيد سمح الله بأن تكون راحاته كثيرة حتى لايبعد عن صلوات الكنيسة وكلما تمنى تصريح أجازة كانت تتحقق له بالرغم مما يبدو لها من صعوبة وفى اليوم التالى لتسليم المهمات العسكرية قام باكراً وسافر فى خلوة لدير الأنبا بولا الذى كان يحبه وتمنى أن يترهبن به .

وعندما عزم أن يسافر لخلوة فى دير الأنبا بولا أثناء أجازة عيد الأضحى ، وكان شقيقه فى فترة التجنيد بمعسكر الكتيبة منتظراً ترحيله للإدارة الهندسية بالعباسية وكانت الأم فى حزن وقلق شديد لأن الأجازة إقتربت وهذا يعنى أنه سيقضيها فى المعسكر فى خدمة وتعب شاق. فقالت له والدته عندما يحضر أخوك أولاً يمكنك الذهاب للدير. وأخذت تتشفع بالأنبا بولا وتقول له أنت سوف تأخذ إبنى جوزيف ليسكن فى ديرك فطمئننى على أخيه وأحضره قبل أن تبدأ الاجازة، ثم إنك سائح فعليك أن تأتى به من المعسكر للقاهرة لأنه كيف سيأتى بالمخلة والشنطة الثقيلة بالمواصلات ( ومن المؤكد أن أبونا سمعان كان يصلى أيضاً ). وفى اليوم السابق لبدء الأجازة إذا بأخيه قد جاء وكان فى ذهول وقال ماذا فعلتم ؟! هل أوصيتم أحد علىّ ؟! فقالت والدته أبداً.. أنا أوصيت الأنبا بولا عليك يا إبنى. فحكى كيف أنه فى الليلة الماضية طلبه الضابط وكلمه بكل لطف وأعفاه من خدمة السهر بالسلاح وقال له صباحاً سترحل للإدارة الهندسية بالعباسية. وفى الصباح جهز نفسه وإستعد للرحيل مع الجندى الذى سيسلمه فدعاه الضابط وقال له إنتظر فوصلت عربة خاصة بضابط برتبة كبيرة من سلاح مختلف وإستقل العربة وأوصلته إلى بوابة الإدارة ثم سارت فى طريقها، وبعد ذلك دعاه ضابط آخر كان فى طريقه لشبرا وأوصله....فتعجب الجميع وفى الحال أسرع أبونا سمعان وجهز نفسه للسفر للدير .

ويقول القس مينا تامر] كان مدققاً فى اعترافاته، و حاولت – مختبراً له – كأب إعتراف قبل الرهبنة أن أثنيه عن الرهبنة ، ولكن كان قلبه ثابت وعزيمته قوية ولديه إصرار على الرهبنة بل وفى دير الأنبا بولا دون غيره من الأديرة[ . ولما رأت أمه عزمه على الرهبنة لم تقدر أن تعارض أمام رغبته القوية وخاصة أنها كانت قد رأت فى حلم أن البابا شنودة زارهم بالمنزل وعند انصرافه قال لها أنا سآخذ جوزيف معى ووضع ذراعه على كتفه وأخذه وخرج .

ويقول القمص باخوميوس الأنطونى أمين دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر عن الفترة التى سبقت ذهاب أبونا للدير:
أتذكر عندما كنت أذهب إلى القاهرة فى مقر دير أنبا أنطونيوس, أن المهندس / جوزيف (أبونا سمعان) كان يأتى إلىّ بإستمرار عند علمه بوجودى حتى وهو طالب قبل التخرج ويظهر لى مدى إشتياقاته لحياة الرهبنة فى هدوء ووداعة وبشاشة وجه ويطلب دائماً الصلاة من أجل هذا الموضوع.
وكنت أتكلم معه عن الرهبنة ......... الخ . وفوجئت أنه قال لى أنا عايز أروح دير القديس العظيم أنبا بولا ........... عرضت عليه دير أنبا أنطونيوس فإبتسم وقال لى أنا متعود أروح خلواتى فى دير أنبا بولا فشعرت أنه يريد أن يذهب إلى دير لا يكن له فيه أحد أقاربه حيث أن والدته هى إبنة خالى فإحترمت رغبته وأتذكر أننى كنت فى زيارة لمنزله لكى أبارك له على التخرج وحصوله على بكالوريوس الهندسة مع مرتبة الشرف وطرأ الحديث على أنه المفروض يتعين معيد بالجامعة حيث أنه من الأوائل فقلت لوالدته ربنا عايزه فى حاجة أحسن من كده وقرأنا فصل من إنجيل يوحنا وهو إصحاح 17 صلاة السيد المسيح الوداعية وإنصرفت.

وبعد فترة من تردد أبونا على مثلث الرحمات الأنبا أغاثون طلباً للرهبنة ، طلب نيافته أن يقابل والدته لكى يتأكد من موافقتها على رهبنته ، فذهبت معه و فى الحديث قالت لنيافته ] إحساسى الآن إنى بأخطب لأبنى[ فقال لها ] هو اللى هيتخطب للمسيح [ .

ذهابه للإسماعيلية :

وبعد ذلك دعاه الأنبا أغاثون للذهاب للإسماعيلية لفترة وقال له ]هذة خطوة لترك المنزل [. و سافر إلى الإسماعيلية فى 1/ 12/ 1995 وأرسل أول خطاب لأسرته فى 5 /12/ 1995 قال فيه :

أرجو أن تكونوا فى أحسن صحة وأسعد حال كما أنى أنا أيضاً ، أرجو أن تكون أمور جورج موفقة فى الجيش وإن شاء الله يخلص على خير لأن المدة الباقية قليلة والحمد لله . سلامى لأبونا تادرس وأرجو أن يذكرنى فى صلواته ، سلامى لأبونا مينا وأمنا ورجائى وشيرى ، سلامى لأبونا ابراهيم ووصيتى له الإهتمام بمقصورة الأنبا توماس وأبنائه القديسين وعمل الحنوط لهم لأنهم ناس طيبين وحبايبنا ووصيتى له أيضاً إجتماع الأحد .
سلامى إلى عم وليم ووصيتى له درس الطقس يوم الأربعاء وممكن يقرأ ورق الطقس مع الشمامسة ورقة أو إثنين فى كل حصة ( كان أبونا قد حضّر له الدروس مسبقاً وتركها له)
سلامى إلى كل أمناء وخدام ابتدائى يوم الجمعة فرداً فرداً وأرجو أن يصلوا من أجلى . وسلامى إلى جميع الشمامسة والمعلم وخدام أخوة المسيح وكل من يعمل فى الكنيسة كل واحد باسمه .

ويقول القمص كيرلس إبراهيم فهمى عن الفترة التى قضاها أبونا فى الإسماعيلية :

 أيقونة جميلة ناطقة ، حياة مسيحية حقيقية ، إنجيل مقروء معاش ملاك عايناه بيننا على الأرض ، أعترف أننى محظوظ إذ عشت معه وعرفته عن قرب وتعلمت منه - وهو الذى يصغرنى سناً بكثير، تعلمت منه الكثير .
حضر المهندس جوزيف ( أبونا سمعان الأنبا بولا ) إلى الإسماعيلية طالباً الرهبنة من المتنيح نيافة الأنبا أغاثون ( رئيس دير الأنبا بولا ) وبناءاً على إرشاد نيافته خدم المهندس جوزيف شماس مكرس ومشرف على بيت مارجرجس للمغتربين . ظهرت فيه الروحانية العالية الحقيقية فى إفراز. كان يصلى التسبحة ومردات القداس فى إتضاع وعمق روحى، وأشرف بإخلاص وحكمة سماوية ومحبة كاملة وحزم وتدبير ساميين على بيت المغتربين.
إستأذنت من نيافة الأنبا أغاثون أن يشرف معى على منشآت كنيسة الأنبا بيشوى بالإسماعيلية ، وكانت فى مرحلة الأساسات ، فكان المهندس المدقق جداً ، فى حكمة ، عمل أيضاً فى طاعة وخضوع عجيب ( يسأل ويستأذن ، ويرفع تقارير ، وهو الملم بكل شئ ).
و لمحبتنا الغامرة له - آباء كنيسة مارجرجس بالإسماعيلية - أجمعنا كلنا على أن نستأذن نيافة الأنبا أغاثون أن يخدم معنا ككاهن فى الكنيسة ، فسمح لنا نيافته أن نكلمه ، وعندما طلبنا ذلك من المهندس جوزيف ، إعتذر فى إتضاع ورفق وحب وقال أنه يريد أن يسلك طريق الرهبنة ، يريد أن يترك الكل ويلتصق بالواحد . علماً بأنه طوال فترة خدمته فى الإسماعيلية رأينا فيه الراهب وهو لم يترهب بعد ، ورأينا فيه الناسك ، العابد بروحانية عالية ، وهو وسط المغتربين والخدمة .
أتت ساعته ، وذهب إلى دير الأنبا بولا كتعليمات الأنبا أغاثون ثم تمت سيامته راهباً ، وأعطته الرهبنة ثقل مجد وبهاء أكثر فأكثر حتى أنه ، بعد نياحة نيافة الأنبا أغاثون ، وخلو كرسى الإسماعيلية وقبل أن ترسل لنا السماء نيافة الأنبا سارافيم أسقف وملاك إيبارشة الإسماعيلية أدام الله لنا حياته وأبوته ، أبونا سمعان الأنبا بولا كان ضمن من تزكى لرتبة الأسقفية بالإسماعيلية ( وهو بعد راهب وقبل أن يسام كاهناً ) لدى قداسة البابا شنودة الثالث ، الذى - بإرشاد الروح القدس - رفع قلبه ونظره إلى السماء فى صمت ، ولست أدرى هل كان قداسته يعده لمكان آخر أم كان يعلم بشفافيته وبصيرته الروحية ، وروح النبوة أن أبونا سمعان سيصير خادماً سماويا ً فى الكنيسة المنتصرة يرفع عنا صلوات لكى يعيينا الرب كما أعانه آمين .
القمص كيرلس إبراهيم فهمى
الإسماعيلية
abram
abram

عدد المساهمات : 47
تاريخ التسجيل : 26/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى